يحدث في الكويت
كانت المرأة في الجاهلية "قبل الإسلام" تمشي بين الرجال وقد كشفت أقراطها أي حلق أذنها وكذلك كانت تظهر نحرها كما ذكر ابن كثير في تفسير قول الله تعالى "ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" قال : فنزلت هذه الآية ونهى الله المؤمنات عن ذلك .
وبعد قرون من النهي الإلهي الذي يحفظ المرأة والرجل بل والمجتمعات بأسرها ، يحدث الآن في الكويت ، وفي الأسواق بشكل مكثف وفي أوقات ارتفاع درجات الحرارة بشكل خاص ، أن تجاوزت بعض النساء تبرج الجاهلية الأولى، بمراحل تجعله في المراتب الأخيرة عند مقارنته بها، فقد عمدت بعض بنات الكويت إلى التجول بملابس مازالت تقصر وتقصر عن الخلق والدين والفضيلة وتتحدى كل مفاهيم الحياء التي نعرفها حتى ليخجل الرجل مما تلبسه كثير من النساء في زماننا وقد قال النبي : "إن مما أدرك كلام النبوة الأولى إذ لم تستح فاصنع ما شئت ".
ولقد امتن الله على بني آدم بما يسر لهم من اللباس الضروري واللباس المقصود منه الجمال فقال تعالى " يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَؤْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ" وإن قوله تعالى "وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ" تدل على أن هناك تلازما وارتباطا بين شرع الله في اللباس لستر العورة والزينة وبين التقوى وكلاهما لباس . فالتقوى تستر عورة القلب وتزينه ، واللباس يستر عورة الجسم ويزينه، فمن شعور التقوى لله والحياء منه يأتي الشعور بأهمية البعد عن التعري وعرض الأجساد ، والحياء من الله ، ومن لا يستحي من الله ولا يتقه ، لا بهمه أن يتعرى أو أن يدعو لذلك .
ويرد هنا حديث النبي عن أحوال بعض النساء اليوم حين قال : "يكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العنوهن فإنهن ملعونات " واللعن هو الطرد من رحمة الله .
فإن لم تتأثر النساء بهذا الحديث فهل غاب عنهن أن البحوث العلمية الحديثة أثبتت أن تعري المرأة يعد وبالا عليها، حيث أشارت الإحصائيات الحالية إلى انتشار مرض من الأمراض السرطانية الخبيثة في الأجزاء العارية من أجساد النساء وهذا النوع من المرض ينتج عن تعرض الجسم لأشعة الشمس فترات طويلة وهو ما توفره الملابس القصيرة ، ومن هنا تظهر حكمة التشريع الإسلامي في ارتداء المرأة للزى المحتشم الذي يستر جسدها جميعه بملابس واسعة غير ضيقة ولا شفافة فلقد صار واضحا أن ثياب العفة والاحتشام هي خير وقاية من عذاب الدنيا المتمثل في هذا المرض فضلا عن عذاب الآخرة .
إن هذه المظاهر الشاذة في مجتمعنا المسلم المحافظ لتبعث على الأسى والحسرة وإن الواجب أن نتقي الله ـ سبحانه ـ أولا وأخرا، وأن ننصح لزوجاتنا وبناتنا وأخواتنا بالقول اللين والرفق ، فالرفق زين كله وأن نعلمهن ما هو حلال ونعينهن عليه، وما هو حرام فننهاهن عنه .
وإن على المرأة أن تعلم أن العزة في هذا الدين وأنها بالتزامها باللباس الشرعي تحصن نفسها بل وتسهم في قيادة أمتها إلى المجد والعلا ، رائدها في ذلك وقدوتها صحابيات ضربن لها في اللباس والحشمة مثلا، فتسلم بذلك من غضب الله ، وتنجو من لعنة الله التي قضاها على من خالفت أمره في ذلك .