آباء ... حقيقيون
ليس اليتيم هو الذي أبواه قد تركا الحياة وخلفاه ذليلا ***********************
************************* إن اليتيم هو الذي تلقى له أما تخلت أو أبا مشغولا
هذا البيت الخالد من الشعر لا يمكن أن ينطبق على أولياء أمور أبناءنا وبناتنا من المتفوقين الذين حازوا النجاح في الامتحانات الأخيرة فكيف يكون هؤلاء الآباء مشغولون عن أبناءهم ثم يحوز الأبناء هذه العلامات الفارقة في النسب و التحصيل العلمي ، ولهذا السبب فإن التهنئة توجه للأبناء على نجاحهم وتفوقهم ، وتوجه تهنئة أخرى مع الشكر الجزيل والاعتراف بالفضل لأولياء أمورهم
فكل ما يزرع الإنسان يحصده ************ فأحسن الزرع يحسن حين يحتصد
وحتى يثمر الزرع ، ينبغي العناية به في جميع مراحله ، وهذا هو دور المربين على الحقيقة ، وهذا ما يبدو أن هؤلاء الآباء الفضلاء قد اعتبروه في تربيتهم لأبنائهم منذ الصغر، فالأب ليس ذلك الذي يقدم سبب الوجود، ثم ينصرف إلى اهتماماته الخاصة أيا كان نوعها ،فيغيب الظل عن أبناءه في ذروة الحاجة إليه ، حتى تحرق شمس التقلبات هاماتهم وهممهم ، والأم ليست تلك التي تلقي عن كاهلها ثقل شهور معدودة، ثم بعد ذلك تغيبها اهتمامات مماثلة ، بل تكون العناية منذ استنشاق أبناءهم نسمات الحياة الأولى ، ثم تكبر معهم ، وتحاذي نموهم محاذاة المؤتمن المشفق ، والمتشوق في الوقت نفسه لبلوغهم أعلى درجات النجاح ، وتأخذ هذه العناية أهمية كبرى حين تطل رياح التغريب العاتية برأسها لتقتلع بنيان الأدب والأخلاق من تلك النبتة اليانعة والثمرة المرتقبة
وعلى صعيد آخر فإننا لا نريد أن ترتفع المعدلات والدرجات مع انخفاض التديّن والأخلاق في حياة هؤلاء الناجحين. ولربَّ حائزٍٍ على تقدير عالٍ ويوضع في لوحة الشرف وهو لا يمتّ للخير والخلق بصلة
لقد أثبتت دراسات متخصصة أن الأبناء الذين لهم علاقة قوية بآبائهم حصلوا على درجات عالية في دراستهم أكثر من أولئك الذين لا يملكون نفس الدرجة من العلاقة ولذا توصي الدراسة بضرورة رعاية الآباء لأبنائهم، لما لهذه الرعاية من أهمية في النشأة الاجتماعية في عصر انشغل فيه الآباء بالأعمال المختلفة وتقلص دورهم في الرعاية المطلوبة
وحتى يكتمل دور الآباء الحقيقيون فإننا نذكرهم بأهمية احترام حق أبناءهم في تحديد مصيرهم بأنفسهم عند إختيار التخصص الدراسي اللاحق بما يتوافق مع ميولهم وفي الوقت نفسه يكون ذا مستقبل مهني مطلوب ولا يخلو الأمر من تقديم إرشادات يراها الآباء مهمة في هذا الجانب وفق خبرتهم وتجاربهم وكما يقال " من شاور عاقلا أخذ نصف عقله "
كلمات لا تنسي :
الفشل في التخطيط ***** يقود إلى التخطيط للفشل