الجمعة، 28 نوفمبر 2008

الوطن ... وصدق الانتماء

الوطن ... وصدق الانتماء

تنكبت رمــــحي ***** لا يجي الذيب منكبي

لعل المتأمل في هذا الشطر من بيت الشعر يمكن أن يسقطه على تصريح معالي وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح في الشأن الإيراني ، وما أعلنت ايران عنه من اغلاق مضيق هرمز عند مرحلة معينة ، فمن يلومه على أي تصريح لأجل مصلحة بلاده التي أوكلت إليه وزارة خارجيتها ، وهو الرجل الذي يعرف ماذا يقول ، وماذا تعني تصريحاته ، خاصة أنها لم تتناول بشكل مباشر سياسة ايران ، ولم تدعها إلى تغيير قراراتها ، بل إن تصريحاته كانت ولا زالت تحترم حق ايران في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية ، ورفضت أي عمل عسكري ضدها قد ينطلق من دول عدوة لايران، لا من دول مجلس التعاون .

وعلى الجانب الآخر يمكن ان نتامل في تصريح النائب حسين القلاف في الشأن نفسه ، فيرد هنا قول الشاعر :

إذا جئت فامنح طرف عينيك غيرنا ***** لكي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر

فمن الواضح ان تصريح النائب القلاف ، قد يعكس ولائه ووطنيته الكويتية ، التي يحمل جنسيتها ، ويمثل شريحة من مواطنيها في مجلس الأمة ، ولكن ليس بقدر ما يعبر عن ولاء من نوع آخر لإيران ، التي يحمل راية مذهبتيها الدينية ، بمظهره ولباسه ـ قبل تصريحاته - خاصة كلمته عن تصريح معالي وزير الخارجية .

فمن ينكر أن للمذهب دور أساسي في إعطاء مفاهيم للوطنية تخترق الحدود الجغرافية في أحيان كثيرة ، وتحتاج بين حين وآخر إلى إظهارها ، خاصة عندما تكون الظروف داعية لذلك ، فلماذا لا يتوجه القلاف بكلماته هذه إلى غيره من نواب المجلس الذين كانت تصريحاتهم بعيده عن ديبلوماسية تصريح معالي وزير الخارجية – إذ اعتبر بعضهم أن تصريحات المسؤولين الايرانيين المتكررة بشأن إغلاق هرمز «مثيرة للاستياء" ..وغير ذلك من التصريحات .
ولماذ لا يوجه لهم دعوة عبر وسائل الإعلام بأن يكونوا نوابا ( بما تعنيه الكلمة ) ولا يكتفي فقط بمطالبتهم ببتخفيف حدة تصريحاتهم .

وهذا الأمر من القلاف لم نجده في موقف النائب حسن جوهر الذي ركز على ضرورة ان تكون الكويت جاهزة لكل الاحتمالات، ومتأهبة لجميع حالات الطوارئ المختلفة ، فعلى الرغم من اتفاقه مع القلاف في المذهب ، إلا أن موقفه كان أبعد عن التعبير عن الولاء للمذهب وأراضيه ـ رغم وجوده .

إن كلمة القلاف لمعالي وزير الخارحية رغم كونها كلمة حق في ذاتها إلا أنها وجهت إلى من يعرف الحق أكثر من قائله ، بل لعلها كلمة حق أريد بها غير ذلك .

ومن هنا ينبغي التنبيه إلى أن العقيدة الصحيحة القائمة علي الفهم الصحيح للكتاب والسنه هي التي تدفع إلى الوطنية الصادقة التي تضمحل أمامها كل مذهبية .

إضاءات

قال العلماء : وحتى يتحقق حب الوطن عند الإنسان لا بُد من تحقق صدق الانتماء إلى الدين أولاً ، ولا شك أن الكتاب والسنة هي الأرض الصلبة التي تنطلق منها الوطنية التي نحتاجها دائما وخاصة في الأيام القادمة