شمس الحياة ... وفرص الطاعات قبل الغروب
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه ***** ففي صالح الأعمال نفسك فاجعل
ها قد بدأت الإجازة الصيفية وبدأت دائرة الفراغ تتسع في حياة كثير من الناس ، والفراغ لم يتركه الإسلام بلا استغلال فقد حث الله تبارك وتعالى عباده على اغتنام فراغهم فقال تعالى : ( فإذا فرغت فانصب ) أي استغل الفراغ في طاعة الله ، وقد صحَّ عن نبيِّنا -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : " نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ : الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ ".
فالنعمةُ الأولى: الصحةُ في البدن. فهذه نعمةٌ لا يعرفُ قَدْرَها إلا مَن حُرِمَها- فكم مِن مريضٍ يتمنى الصحةَ التي يتمتع بها غيره من الناس .
أما النعمةُ الثانية: فهي: نعمةُ الفراغ. فالفراغ نعمةٌ رُزِقَها كثيرٌ مِنَ الناسِ، ولكن ليس كلُّهم يوفَّقُون لِشُكْرِ هذه النعمةِ.
قال ابن مسعود رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى : فإذا فرغت فانصب قال : أي إذا فرغت من الفرائض فانصب في عبادة ربك وصل . وروي أن القاضي شريح خرج في ليلة العيد فوجد بعض الحاكة يلعبون و يرقصون ’ قال لهم : مالكم تلعبون ’ قالوا : إنا تفرغنا ، قال : أبهذا أمر الفارغ .
فإذا اغتنمِت الصحة والفراغ ِ وأدَيت ِشكرهما فأنت السعيدُ حقًّا، أمَّا مَن حُرِِم التوفيقَ لاغتنامِ هاتَيْنِ النِّعمتَيْنِ؛ فهو المغبونُ وهو الخاسرُ على الحقيقة
وقد يفهم بعض الناس خطأ أن العطلة الصيفية معناها ممارسة كل ما تشتهيه النفس بلا ضابط ولا رادع ولكن المفهوم الصحيح هو أنها فرصة للعمل والاستزادة من الطاعات وزيادة الدرجات عند رب الأرض والسماوات يقول ابن الجوزي – رحمه الله يجب على كل من لا يدري متى يبغته الموت أن يكون مستعدا ولا يغتر بالشباب والصحة فإن أقل من يموت من الأشياخ وأكثر من يموت من الشباب ولهذا يندر من يكبر .
إضاءات ... قالوا قديما
وما المرء إلا راكب ظهر عمره ***** على فرس يفنيه في اليوم والشهر