حتى لا تشبه القلوب القلوب
أصدرت المحكمة الدستورية التركية قبل فترة قريبة قرارا يقضي بعدم السماح بارتداء الحجاب في الجامعات، وجاء ذلك بعد أن كانت المعارضة قد تقدمت بطلب لإلغاء التعديل الدستوري الذي كان قد أقره البرلمان التركي والذي كان قد سمح بذلك. وإلى الآن لم نسمع أصداء لهذا الخبر رغم أهميته ، والحق يقال أن هذا الأمر غير من مستغرب من دولة علمانية مثل تركيا فالمعلوم يقينا أنها تطبق العلمانية ( اللادينية ) – وهذا هو المعني الحقيقي لها – منذ العشرينيات وتحديدا في تاريخ 3 مارس 1924 م عندما قام مصطفى كمال أتاتورك بعزل الشريعة الإسلامية عن الحكم والسياسة.
والذي ينبغي الإشارة إليه هو أن هذه الدولة رغم لادينيتها فإنها حرصت عبر مؤسساتها التشريعية والقوانين المنظمة للحياة فيها على أن تبعد كل مظهر من المظاهر المخالفة لعلمانيتها - على الأقل بالنسبة للإسلام المحارب فيها بقوة - فالحجاب رمز ومظهر تتميز فيه المسلمة عن غيرها وتعلن فيه عزتها والتزامها بدينها ولذلك فقد أخذت معركة الحجاب جولات عديدة انتهت الآن إلى منعه في تركيا .
فإذا تأملنا في مجتمعنا الكويتي المسلم الأصيل العريق فإننا سوف نرى مظاهر أبعد ما تكون عن الدين والأصالة والعراقة ، وأعني بها تلك الملابس الغريبة على أجساد بناتنا وأبناءنا وقصات الشعر الأغرب التي لا تعلم لها مصدرا ، مظاهر عجيبة أتت من اللا مكان يقودها اللاوعي إلى حيث لا هدف ولا غاية ، مظاهر بعيدة عن الفطرة السليمة ، دوافعها تبعية محضة لا ضابط لها، وتقليد أعمى لا بصر له ولا بصيرة ، الشباب يلهث من خلالها وراء مخلفات الغرب ، ولو سافر أحدهم إليه لأدرك ضحالة ما يأتي منهم .
والسؤال الآن : لماذا لا يتم منع هذه المظاهر الغريبة المحالفة لديننا عبر تشريعات ملزمة في ظل دولة ( دينها الإسلام والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع ) بحسب المادة الثانية من دستور دولة الكويت ، وهي مادة تمهد لتشريعات وقوانين منظمة في هذا الشأن .
.
إضاءات
.
يجب أن لايشبه الزي الزي ... حتى لا تشبه القلوب القلوب
.
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : من تشبه بقوم فهو منهم.
.